كلاب جهنم...
بعد الانتصار الذي تحقق للإيديولوجية الظلامية الإسلامية ابتداء من سنة 1989 أخذ أصحابها يتوقون إلى تجسيد مبادئ وقيم الإسلام و الفكر البدوي القادم من بدوى الخليج محاولين في غالب الأحيان فرض ذلك بالقوة وبالتي هي أخشن، وليس بالإقناع وبالتي هي أحسن لان الفكر المستورد قدم من قبائل بدوية تعيش في الصحري ولم تعرف الحضارة يوما . وبالرغم من أن قاعدة هذا الحزب كانت غير متجانسة إلا أن بعض قادة FIS شجعوا هذا الانحراف التسلطي، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور تيار متطرف مناهض لأي تقدم أو مسايرة للعصر. وقد طور هذا التيار خطابا معاديا للديمقراطية يتجلى بوضوح في بعض الشعارات المرفوعة آنذاك " الديمقراطية كفر" أو " القانون الوحيد هو القرآن" أو "لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول" وكان أصحاب هذا الاتجاه يدعون إلى تطبيق الإسلام بالقوة والعنف، كإجبار النساء على ارتداء الحجاب أو إقامة الحدود الشرعية على العصاة والمخالفين... وكذلك أخذ الضريبة "الثورية" التي تحولت فيما بعد، خلال سنوات الدم، إلى "ضريبة الجهاد"، (إن هذه الفرقة المتطرفة من الإسلاميين هي التي دفعها الـ"أ.ع/SM"، بالوسائل التي سنتحدث عنها فيما بعد، إلى الثورة والمجابهة، مجرجرة معها شبيبة بكاملها إلى حمل السلاح والالتحاق بالجبال واتخاذ لغة العنف وسيلة وحيدة للتخاطب)، ثم ما لبثت الحسابات السياسية لقادة (ج.إ.إ/FIS) وتلاعبات مصالح الـ(أ.ع/SM) واستفزازاتها فيما بعد أن جعلت الحركية المتولدة من هذا الحزب تسلك طريق المواجهة، مما أدى أكثر فأكثر إلى جعل أية فرصة أو إمكانية للتعايش غير ذات موضوع، أو قرار.
والمتتبع للازمة الجزائرية في الثمانينات والتسعينات يعلم جيدا أن السلطة والجيش لم يكونوا المتسببين الوحيدين في الأزمة التي جاءت من بعد والقضية أعمق مما يتصوره الشرق أوسطيين
فكم هي الأغاني وبالساعات التي نسمعها في القنوات الاسلاموية المروجة للفكر ألظلامي بان أزمة الجزائر حدثت عندما انقلب الجيش الدكتاتوري على الديمقراطية التي فاز فيها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ والذي جاء باختيار الشعب وهذا هو النفاق بعينه
فمن المستحيل ان تتقبل الديمقراطية حزب يضع بين أعينه تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة دولة الله في الأرض
وهذا ما كانت تناديه قيادات الحزب المحظور "لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول" ففي هذا الشعار يستطيع أي شخص ان هدف حزب بقيادة الظلامي علي بالحاج وعباسي المدني لم تكن تطبيق الديموقراطية ودولة العدل فهيه مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة و إنشاء دولة طلبانية بامتياز ..
فهل من المطلوب هنا من الجيش أن يبقى ساكنا بدون حراك وهو يري جحيم الطليبان على بعد أمتار من قصر الجمهورية
وهل كان أي جيش في العالم من الدول العريقة في الديمقراطية ان يقبل بخيار الشعب بتغيير الديمقراطية بالدولة الاسلامية ظلامية أكثر خطرا من الفاشية او النازية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق