الأحد، 24 فبراير 2008

دولة كلاب جهنم

كلاب جهنم...

بعد الانتصار الذي تحقق للإيديولوجية الظلامية الإسلامية ابتداء من سنة 1989 أخذ أصحابها يتوقون إلى تجسيد مبادئ وقيم الإسلام و الفكر البدوي القادم من بدوى الخليج محاولين في غالب الأحيان فرض ذلك بالقوة وبالتي هي أخشن، وليس بالإقناع وبالتي هي أحسن لان الفكر المستورد قدم من قبائل بدوية تعيش في الصحري ولم تعرف الحضارة يوما . وبالرغم من أن قاعدة هذا الحزب كانت غير متجانسة إلا أن بعض قادة FIS شجعوا هذا الانحراف التسلطي، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور تيار متطرف مناهض لأي تقدم أو مسايرة للعصر. وقد طور هذا التيار خطابا معاديا للديمقراطية يتجلى بوضوح في بعض الشعارات المرفوعة آنذاك " الديمقراطية كفر" أو " القانون الوحيد هو القرآن" أو "لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول" وكان أصحاب هذا الاتجاه يدعون إلى تطبيق الإسلام بالقوة والعنف، كإجبار النساء على ارتداء الحجاب أو إقامة الحدود الشرعية على العصاة والمخالفين... وكذلك أخذ الضريبة "الثورية" التي تحولت فيما بعد، خلال سنوات الدم، إلى "ضريبة الجهاد"، (إن هذه الفرقة المتطرفة من الإسلاميين هي التي دفعها الـ"أ.ع/SM"، بالوسائل التي سنتحدث عنها فيما بعد، إلى الثورة والمجابهة، مجرجرة معها شبيبة بكاملها إلى حمل السلاح والالتحاق بالجبال واتخاذ لغة العنف وسيلة وحيدة للتخاطب)، ثم ما لبثت الحسابات السياسية لقادة (ج.إ.إ/FIS) وتلاعبات مصالح الـ(أ.ع/SM) واستفزازاتها فيما بعد أن جعلت الحركية المتولدة من هذا الحزب تسلك طريق المواجهة، مما أدى أكثر فأكثر إلى جعل أية فرصة أو إمكانية للتعايش غير ذات موضوع، أو قرار.


والمتتبع للازمة الجزائرية في الثمانينات والتسعينات يعلم جيدا أن السلطة والجيش لم يكونوا المتسببين الوحيدين في الأزمة التي جاءت من بعد والقضية أعمق مما يتصوره الشرق أوسطيين
فكم هي الأغاني وبالساعات التي نسمعها في القنوات الاسلاموية المروجة للفكر ألظلامي بان أزمة الجزائر حدثت عندما انقلب الجيش الدكتاتوري على الديمقراطية التي فاز فيها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ والذي جاء باختيار الشعب وهذا هو النفاق بعينه
فمن المستحيل ان تتقبل الديمقراطية حزب يضع بين أعينه تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة دولة الله في الأرض
وهذا ما كانت تناديه قيادات الحزب المحظور "لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول" ففي هذا الشعار يستطيع أي شخص ان هدف حزب بقيادة الظلامي علي بالحاج وعباسي المدني لم تكن تطبيق الديموقراطية ودولة العدل فهيه مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة و إنشاء دولة طلبانية بامتياز ..
فهل من المطلوب هنا من الجيش أن يبقى ساكنا بدون حراك وهو يري جحيم الطليبان على بعد أمتار من قصر الجمهورية
وهل كان أي جيش في العالم من الدول العريقة في الديمقراطية ان يقبل بخيار الشعب بتغيير الديمقراطية بالدولة الاسلامية ظلامية أكثر خطرا من الفاشية او النازية

السبت، 23 فبراير 2008


المعروف عن المسلمين انهم قوم ماضويون فجميع تفسيراتهم لما يحدث حولهم اليوم تستند الى احداث و أقاويل من الماضي الغابر و التي لا علاقة لها بالحاضر خارج عقل المسلم و وجدانه البدائي. بالإضافة الى ذلك، فإن العقل الإسلامي عقل غيبوي، فالمسلم يفسر ما لا يفهمه علميا بأشياء لا يمكن للعقل ان يستدل عليها مباشرة مثل تفسير السونامي بأنه غضب من الله، أو شح المطر بأنه نتيجة الإبتعاد عن الدين، أو كسوف الشمس كإنعكاس لمزاج الله العكر يومها، لذلك توجد صلوات خاصة للتعامل مع هذه الظواهر الطبيعية، مصممة خصيصا لجني خيرها و درء شرها. لكن هناك خاصية ثالثة يتصف بها المسلمون دون غيرهم من البشر و هي الحاجه الى كراهية الآخر و معاداته لإثبات الذات و هذا هو موضوعنا هنا.ضرورة حالة العداء للآخر في الإسلاميكثر استخدام مصطلح "أعداء الإسلام" في الخطاب الإسلامي المعاصر بشكل يوحي ان حالة العداء هي شرط ضروري لوجود الإسلام، فبدون أعداء كيف سيتوحد المسلمون تحت "راية الإسلام" (لاحظ ان كلمة راية هي مصطلح عسكري قتالي)؟ أذن حالة التأهب الدائم لمواجهة العدو المفترض هي شرط مهم لبقاء الإسلام دين حاضر في أذهان المسلمين و لذلك يكررعليهم هذا الخطاب مرة واحده في الأسبوع على الأقل شائوا أم أبوا. و يتم ذلك على شكل عملية غسيل دماغ جماعية مقننة و كأنها نوع من شحن بطارية العداء للآخر بشكل منتظم و دوري.لماذا كراهية اليهود تحديدا؟تخيل، فقط تخيل، ان المسلم يصحوا يوما ما من النوم ليجد ان جميع اليهود قد ركبوا السفن و غادروا إسرائيل وفي عرض البحر قاموا بإبتلاع حبوب سامة و ماتوا جميعا. و إقتداء بهم قام جميع يهود العالم بعمل الشيئ ذاته. و بعد دراسة و تمحيص دقيقين، يعلن أستاذ علم الوراثة الإسلامي في جامعة الزقازيق البروفيسور متولي حسب الله أن العرق اليهودي قد انقرض و انتهى من وجه الخليقة بلا رجعة. ماذا سيحدث حينئذ؟ كيف سيكون شكل عالم المسلم العادي؟ ماذا ستكون مادة خطب الجمعة من طهران إلى أديس ابابا؟ ما الذي سيوحد العرب و المسلمين الآن؟ فإسرائيل إختفت و أمريكا لا يوجد لها حليف صهيوني و بروتوكولات حكماء صهيون أصبحت عديمة المعنى، و الكثير من الآيات و الأحاديث أصبح ليس لها حاجة، فما انتم فاعلون يا خير أمة أخرجت للناس (مو علينا)؟المسلم يحتاج، أشدد يحتاج، الى كراهية اليهودي ليعزز هويته الإسلامية، فإن اختفى اليهودي، فقد المسلم أحد أهم ركائز كيانه ألا و هي معاداته لليهود و التي تعتبرمن أهم أسباب إنضوائه تحت راية الإسلام. فالمسلم ملزم بشتم اليهود و النصارى في كل صلاة. المسلم يحتاج الى اليهودي ليسوق نفسه على انه البديل الصحيح. فماذا، على سبيل المثال، سيكون معنى "المغضوب عليهم" في الفاتحة، و التي يكررها المسلم خمس مرات في اليوم على الأقل، بعد زوال اليهود؟ الجواب: لا شيئ، لأن "المغضوب عليهم" إختفوا و منطقيا سيختفي معهم غضب الله عليهم، اذن ما هي ميزة المسلم الآن و ما هو سبب وجوده؟نهاية الإسلام على يد ابناءه؟لنأخذ الموضوع لحد ابعد من ذلك. تخيل في يوم من الأيام نصحو من النوم لنجد ان فيروس خبيث انتشر في العالم ليفتك بكل من هو غير مسلم (وهي أمنية كل مسلم صالح على فكرة)! الآن لا يوجد في العالم سوى المسلمين! ماذا سيحدث حينئذ؟ طبعا النتيجة الحتمية الأولى هي موت معظم المسلمين انفسهم من المرض و الجوع لنفاذ الأدوية و الأسمدة التي يصنعها الكفار. لكن قبل ذلك فكر بما سيحدث لهوية المسلم عندما لم يتبقى له من يكرهه؟اول سيناريو يتبادر الى الذهن هو ان المسلمين سيبدأون بكراهية بعضهم البعض و ترجمة ذلك الى سلوك عدواني. و لا يخفى عليكم ان بذور هذه الكراهية موجودة الآن على شكل طوائف و فرق و مذاهب. بل ان هناك حديث صحيح يدعو المسلمين الى قتل بعضهم البعض بعد القضاء على الكفار! و لعل ما يحدث في العراق اليوم من تبادل القتل الجماعي بين السنة و الشيعة هو بداية تنفيذ هذه النبؤه. و عليه، فسيواجه السني أخوه في الإسلام الشيعي و يتقاتلا و يقتل بعضهم البعض و نفس الشيئ مع الشافعي و الحنبلي و الأخواني و السلفي إلى ان يختفي الجميع من الوجود و تعيش الحيوانات و القوارض و الأسماك و الطحالب بأمن و سلام لتتطور و ترتقي كما حدثنا سماحة الشيخ شارلز بن داروين طيب الله ثراه و تعيد اعمار الكرة الأرضية لكن بدون أديان هذه المرة.